كيف يختار المستهلك الدهانات
ولكن هل تتم فعلاً عملية الاختيار بهذه الطريقة؟ في الواقع لا .
هناك من المستهلكين من يترك هذه المهمة للمنفذ أو الدّهان ويعتبر هذا دليل على عدم دراية صاحب المبنى أو المسكن بأنواع الدهانات المختلفة التي تناسب مبناه أو مسكنه وهناك بعض المقاولين يقنع المستهلك بضرورة اختيار نوع معين أو ماركة معينة ..حتى يحصل على عمولة من صاحب المحل سواء كانت مبالغ نقدية أو هدايا عينية. أن هناك شريحة من المستهلكين تحدد اختيارها من خلال التقاء الناس في المجالس !! فالمجالس لها دور كبير في تحديد نوعية الدهانات واختيار مصنعي الدهانات من خلال التعرف على تجارب وأذواق الآخرين والاستماع إلى نصائحهم، وهناك شريحة تعتمد على المكاتب الاستشارية ومصممي الديكور ، وهناك شريحة تعتمد على مصنعي الدهانات والفنيون منهم.. ولعل التنسيق بين مصنعوا الدهانات والخبراء الفنيون في هذا المجال مع المكاتب الاستشارية ومكاتب التصميم الداخلي وتحديد طلب المالك له دور في الاختيار الصحيح للدهانات. وأخيراً أن عملية الأختيار حالياً تتم بعدة أوجه ولعل أهمها هي تقليد الغير وهذا سبب عدم القدرة على تصور الدهان المختار على أرض الواقع، أو يتم الاعتماد على الدهانيين الموجودين عند محلات بيع الدهان في اختيار نوع الدهان ويترك للمستهلك اللون، أو عن طريق أصدقاء ومعارف لهم دراية في هذا الموضوع. ولكن يمكن تسليط الضوء على عامل مهم وهو أهمية وجود مصمم داخلي للمنزل، فالمستهلك اختار المقاول لأداء العمل والبعض يختار استشاري لإشراف أفضل وهذا على حسب الميزانية، ولكن للمصمم الداخلي فوائد كثيرة فهو شخص متخصص في مجاله وبأ مكانه تخيل الشكل العام للمنزل قبل البدء وهنا تكون له فوائد في الأبعاد والمساحات في المنزل،تصميم النوافذ من ناحية المساحة وكمية الضوء الداخل منها، تحديد المنظور العام لتوزيع الأثاث والنمط الذي يواكب التصميم العمراني للمنزل وكذلك اختيار نوعية الدهانات والألوان المناسبة حسب الأثاث والمساحات وعدة أمور أخرى.
ضرورة توعية المستهلك والتنسيق بين الأطراف المتداخلة في البيع والإستعمال
إن هذه الصورة لتعدد اتجاهات الاختيار التي تتم على أساس غير مهني وفني ، وفي كثير من الأحيان وكما يراها مصنعي الدهانات تستدعي نشاطاً منها لتوعية المستهلك لتجنب الممارسات الخاطئة لبعض المقاولين أو الدهانين ويتم ذلك بتقديم الارشادات عن كيفية الاختيار الأمثل للدهان وعدم الاعتماد على المقاول أو عامل الدهان ان الارتقاء بالعناصر التي تحدد الاختيار الأمثل يرجع إلى ضرورة قيام جميع الأطراف المتداخلة في عملية البيع والاستعمال للدهانات من مصنعين وموزعين ومراقبين للجودة ومنظمين لهذا القطاع من الاستثمار أكثر في توعية المستهلك وإعطائه صورة واضحة عن مكونات الدهان وطرق استعمالها وكيفية التعرف على الدهان الجيد من المغشوش وتحديد الاستعمال الصحيح من الخطأ.
الأضرار الصحية لبعض مكونات الدهانات وكيفية الوقاية منها
وإذا كان التنسيق والتوعية من الأدوات الهامة في توجيه الاختيار الأمثل للدهانات والتعريف بالمعايير التقنية الصحيحة لاستخداماتها المختلفة..فإن هذه الأدوات تصبح ملحة مع ازدياد الأهمية بمخاطر المواد الصناعية خاصة على صحة الإنسان وتلوث البيئة بشكل عام. وإن كان يصعب اثبات التأثيرات الضارة بصحة الإنسان الناشئة من المواد الصناعية في كثير من الأحيان..إلا أن التحذيرات التي تصدرها مراكز البحث كل حين وحين تجعلنا نؤكد على أن الوقاية، على أقل تقدير، هي الخيار الوحيد والملح للحد من هذه التأثيرات. أن الحاجة إلى الاهتمام بالبيئة ضرورة تمليها علينا حياتنا اليومية ومستقبلنا. إن أغلب الدول المتقدمة قد قامت بتغيير كبير لبنيتها التحتية الصناعية، ففي مجال الدهانات أصبحت الشركات المصنعة تنتج دهانات صديقة للبيئة وهي دهانات خالية من المواد المتطايرة التي تسبب بروائحها ضرراً بالغاً على صحة الإنسان سواء عمال الدهان أو المستهلكين . أن المادة الرئيسية التي تدخل في تركيب الدهانات والتي يمكن أن تؤثر على البيئة هي كمية ونوعية المادة المذيبة المستخدمة في تصنيع الدهانات عموماً.
ويمكن تقسيم الدهانات التزينية التي تستخدم في البيوت والمكاتب والمستشفيات .. إلخ، إلى نوعين رئيسين:ـ دهانات ذات أساس مائي ) دهانات البلاستيك والاكريلك( ودهانات ذات أساس من المواد المذيبة )دهانات زيتية( . أما الأولى فتعتبر إجمالاً غير ضارة بالبيئة على الرغم من احتوائها على كميات ضئيلة من المذيبات تساعد على تشكيل طبقة الدهان.
وتتوفر أيضاً دهانات مائية خالية تماماً من المواد المذيبة وهي أغلى قليلاً من الدهانات المائية العادية.
أما الدهانات ذات الأساس الزيتي فإنها تحتوي على كميات كبيرة من المواد المذيبة تساعد في عملية طلاء الدهان وتعتبر هذه الدهانات ضارة بالبيئة